شاي أوراق التوت الأحمر يخفض سكر الدم بنسبة 43% بعد الوجبة: اكتشاف علمي واعد لمرضى السكري
الاتجاه السياسي
اكتشف باحثون أن كوبا من شاي أوراق التوت الأحمر قد يكون المفتاح للسيطرة على ارتفاع السكر بعد الوجبات.
فقد أظهرت دراسة سريرية حديثة أن هذا المشروب العشبي استطاع خفض مستويات الغلوكوز في الدم بنسبة 43% خلال نصف ساعة فقط من تناوله مع سكر المائدة.
ومن خلال الدراسة، تبين أن المركبات الطبيعية في أوراق التوت تعمل على إبطاء امتصاص السكريات بشكل انتقائي، ما يقدم حلا طبيعيا واعدا لمشكلة ارتفاع السكر بعد الوجبات التي يعاني منها الملايين حول العالم.
وتمثل هذه النتائج أملا جديدا للبحث عن بدائل علاجية طبيعية لمرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب أكثر من 800 مليون شخص حول العالم، خاصة وأن الشاي لم يظهر أي آثار جانبية على الجهاز الهضمي مقارنة بالأدوية التقليدية.
ووجد الفريق البحثي أن تناول شاي أوراق التوت الأحمر إلى جانب سكر المائدة (السكروز) أدى إلى انخفاض مذهل في مستويات الغلوكوز والإنسولين بعد الوجبة، حيث سجلت القياسات انخفاضا بلغ 25.6% (1.19 مليمول/لتر) بعد 15 دقيقة، و43.6% (2.03 مليمول/لتر) بعد 30 دقيقة من تناول الوجبة. كما انخفضت مستويات الإنسولين بشكل لافت عند 15 و30 و60 دقيقة بعد الوجبة، فيما لم يلاحظ أي تأثير مماثل عند تناول الشاي مع الغلوكوز النقي.
ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى التركيز العالي لمركبات البوليفينول، وخاصة حمض الإيلاجيك، في أوراق التوت الأحمر. وتعمل هذه المركبات على تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن تفكيك السكروز في الأمعاء، وهي الألفا-جلوكوزيداز والبيتا-فركتوفورانوزيداز، ما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم والامتصاص وبالتالي منع الارتفاع المفاجئ في سكر الدم.
وتأتي هذه النتائج في وقت يواجه فيه العالم أزمة صحية متصاعدة مع مرض السكري من النوع الثاني، الذي تضاعفت معدلات انتشاره بشكل مقلق منذ عام 1990 ليصيب أكثر من 800 مليون شخص عالميا. وفي ظل البحث المستمر عن حلول آمنة وميسورة التكلفة لإدارة مستويات السكر في الدم، تبرز أهمية مثل هذه الدراسات التي تستكشف البدائل الطبيعية.
ويتميز شاي أوراق التوت الأحمر بغناه بالمركبات النشطة بيولوجيا مثل الأحماض الفينولية والإيلاجيتانينات والفلافونويد، كما أنه يخلو من الآثار الجانبية الهضمية المزعجة التي ترافق غالبا الأدوية التقليدية مثل الأكاربوز.
وقد اعتمدت الدراسة على تجربة منهجية دقيقة شملت 20 مشاركا من البالغين الأصحاء، وأظهرت النتائج بشكل حاسم أن التأثير الإيجابي للشاي كان واضحا فقط مع السكروز وليس مع الغلوكوز النقي.
وعلى الرغم من هذه النتائج الواعدة، يحذر الباحثون من بعض القيود المنهجية مثل صغر حجم العينة وقصر مدة الدراسة واقتصارها على الأفراد الأصحاء. ويدعو الفريق البحثي إلى إجراء دراسات أكثر توسعا تشمل مرضى السكري وأصحاب الاختلال في تحمل الغلوكوز، بالإضافة إلى دراسات طويلة المدى لبحث الآثار المستدامة لاستهلاك هذا الشاي.