الدار البيضاء وتولوز: شراكة استراتيجية لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة

بقلم
شعيب خميس

في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية ورغبة متجددة في بناء مستقبل مشترك بين المدينتين، استقبلت جماعة الدار البيضاء، برئاسة السيدة نبيلة ارميلي، وفداً رفيع المستوى من مدينة تولوز الفرنسية، يتقدمه السيد جون لوك مودينك، عمدة المدينة.

وقد شكل هذا اللقاء مناسبة رسمية لتجديد اتفاقية التعاون بين الدار البيضاء وتولوز، وهي شراكة استراتيجية تُجسّد الإرادة السياسية القوية لدى الطرفين لتكريس مبادئ التعاون الدولي اللامركزي، وترسيخ جسور تبادل الخبرات والمعرفة بين المدينتين في ميادين حيوية.

وتمحورت مضامين الاتفاقية المجددة حول أربعة محاور رئيسية تشكل أولويات التنمية الحضرية في الوقت الراهن:

1. التنمية المستدامة: من خلال تبادل التجارب حول السياسات البيئية، وتدبير النفايات، وحلول التنقل المستدام، بما يسهم في إرساء نموذج حضري صديق للبيئة وقادر على مجابهة تحديات التغير المناخي.

2. الثقافة: تعزيز التعاون الثقافي بين المؤسستين عبر تنظيم تظاهرات مشتركة، وتبادل الفرق الفنية، ودعم الإبداع الشبابي، في إطار رؤية تجعل من الثقافة رافعة للتقارب الحضاري وتثمين الهوية.

3. التعليم والتكوين: إطلاق برامج مشتركة تستهدف تبادل الخبرات بين الجامعات والمعاهد العليا، وتطوير برامج التكوين المهني لفائدة الشباب، بما يعزز من فرص التأهيل والاندماج المهني.

4. دعم الاقتصاد المحلي: من خلال تشجيع التعاون بين الفاعلين الاقتصاديين ومجالس الأعمال، وتبادل أفضل الممارسات في مجال الابتكار وريادة الأعمال، وفتح آفاق الشراكة أمام المقاولات الصغرى والمتوسطة.

وخلال هذا اللقاء، عبّرت السيدة نبيلة ارميلي عن اعتزاز مدينة الدار البيضاء بهذه الشراكة المتجددة، مؤكدة أن العاصمة الاقتصادية للمملكة تعتبر انفتاحها على التجارب الدولية عاملاً أساسياً في تحقيق التحول المنشود نحو مدينة ذكية، مستدامة، وشاملة. من جهته، أشاد السيد جون لوك مودينك بالدينامية التي تعرفها الدار البيضاء، مبرزاً أهمية تعزيز هذا التعاون ليشمل مجالات أوسع في المستقبل.

هذا الحدث يترجم بوضوح توجه المدن الكبرى نحو دبلوماسية حضرية بناءة، تقوم على تقاسم الخبرات وتضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، وتعكس التزام الدار البيضاء بأن تكون فاعلاً رئيسياً في محيطها المتوسطي والإفريقي، ووجهة مفضلة للتعاون والانفتاح.