اقتصاد

تحويل الأفكار إلى مشاريع: دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مولاي يعقوب

الاتجاه السياسي

تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة حقيقية للإدماج الاقتصادي للشباب بإقليم مولاي يعقوب، من خلال تحويل أفكارهم إلى مشاريع فعلية ومدرة للدخل.

ففي منطقة راس الماء، يعد محمد مسعودي، الشغوف بالرياضات، واحدا من شباب الإقليم الذي اغتنموا الفرصة الثمينة التي تتيحها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتحقيق طموحاتهم؛ إذ أصبح محمد، بفضل دعم المبادرة، مالكا لقاعة رياضية، وهو حلم راوده منذ طفولته.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال محمد إن “هذه القاعة توفر فضاء للشباب لممارسة الرياضة والتشبع بروح الفريق والانضباط وتحدي الذات، وذلك في إطار بيئة لعب صحية تسهم في تطوير قدراتهم الشخصية”.

وأكد محمد، الذي يمارس عدة أنواع من الفنون القتالية، ويحمل شهادات تكوينية في التدريب الرياضي، أن هذا المشروع أتاح له تطوير ومشاركة شغفيه المتمثلين في الرياضة والتدريب.

من جهتها، قالت فاطمة الزهراء، وهي مستفيدة أخرى من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إن المبادرة ساعدتها على إطلاق مشروع مكتبة، من خلال توفير التمويل اللازم. وقد استطاعت بفضل هذا الدعم اقتناء المعدات الأساسية، مما مكنها من تنويع المنتجات والخدمات التي تقدمها، وتحسين دخلها، وتطوير نشاطها.

ولم يقتصر دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على الجوانب المالية واللوجستية فقط، فقد استفادت فاطمة الزهراء أيضا من عدة دورات تكوينية، خاصة في مجال تدبير المشاريع، إلى جانب مواكبة شخصية بدءا من الفكرة، مرورا بالتنفيذ، ووصولا إلى توسيع مشروعها.

بدوره، استفاد محمد، وهو حرفي متخصص في الزخرفة واللوحات الإشهارية المصنوعة من الخشب، من الدعم نفسه، إذ شهد مشروعه تحولا ملحوظا بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي وفرت له الدعم اللازم، خاصة من خلال تمكينه من اقتناء آلة قطع حديثة من الطراز المتقدم، تمكن من تنفيذ أشكال وزخارف معقدة تلقائيا بناء على تصاميم رقمية.

ويشكل عمل محمد أيضا في حد ذاته شغفا شخصيا يعيشه بشكل يومي. وقد كان دعم المبادرة له بالغ الأثر، إذ أصبح قادرا على تصميم وإنتاج قطع فنية فريدة من نوعها، ما مكنه من جذب عدد كبير من الزبائن وفتح آفاق جديدة لتطوير مشروعه.

وإلى جانب خلق فرص الشغل ومصادر الدخل، تعيد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الأمل للشباب، وتفتح أمامهم آفاقا جديدة، وتسهم في بروز جيل من المقاولين الشباب الواثقين بأنفسهم والقادرين على رفع تحديات المستقبل.
وتستهدف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال برنامجها “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”، بالخصوص فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، إذ توفر لهم مواكبة شاملة، تنطلق من بلورة الفكرة إلى مرحلة التنفيذ.

وقد استقبلت منصة الشباب “الضويات”، المحدثة في هذا الإطار، منذ إطلاقها، أزيد من 2.552 شابا، من بينهم 1.571 من حاملي المشاريع و981 من الباحثين عن عمل، إذ يستفيدون من خدمات التأطير والتوجيه والمواكبة، إضافة إلى المساعدة التقنية والإدارية، وذلك بتنسيق مع الشركاء والفاعلين المحليين.

ويندرج هذا الالتزام في إطار التمكين الذاتي والإدماج الاجتماعي، إذ يمكن الشباب من استعادة الثقة في قدراتهم، وتعزيز استقلاليتهم، ليصبحوا فاعلين في التنمية المحلية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز رئيس مصلحة برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي في عمالة مولاي يعقوب، زهيد الفشتالي، منجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة الشباب، خصوصا من خلال الإدماج الاقتصادي والتمكين، اللذين يعدان محورا إستراتيجيا في المرحلة الثالثة من المبادرة.

كما سلط الضوء على مقاربة القرب المعتمدة من طرف منصة الشباب، والتي تضع هذه الفئة في صلب مسار التنمية، من خلال تقوية مهاراتهم المهنية والمقاولاتية، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية، مشيرا إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أضحت أداة إستراتيجية للاستثمار في الرأسمال البشري.

جدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم مولاي يعقوب مولت، ما بين 2019 و2025، 165 مشروعا بكلفة إجمالية بلغت 22,78 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 17,83 مليون درهم.

وقد مكنت هذه المشاريع من إحداث أكثر من 529 منصب شغل مباشر في قطاعات متنوعة، تشمل الخدمات والفلاحة والصناعة التقليدية والرياضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!